فمن ذلك قوله وهو بكل شيءٍ عليم، وقوله فهي كالحجارة جعلوا الواو من قوله وهو، والفاء من قوله فهي بمنزلة حرف من الكلمة، فاستجازوا إسكان الهاء تشبيها ب فخذ و كبد، لأن الفاء والواو لا ينفصلان منهما ومثله لام الأمر من قوله وليوفوا نذورهم وليطوفوا استجازوا إسكانها لاتصالها بالواو، فأما ثم ليقطع وقوله ثم هو فمن أسكن اللام والهاء معها أجراها مجرى أختيها، ومن حركها فلأنها منفصلة عن اللام والهاء قال أبو علي قد قالت العرب لعمري، و رعملى، فقلبوا لما عدوا اللام كأنها من الكلمة، كما قلبوا قسيا ونحو ذلك، وكذلك قول من قال كاء في قوله وكأين من نبى و كأين من قرية أبدل الألف من الياء، كما أبدلها في طيئ طاء ونحو ذلك ومثل ذلك ويخش الله ويتقه لما كان يتقه مثل علم
ومن ذلك قوله الذي جعل لكم الأرض فراشاً، وقوله ويجعل لك قصورا ولما كان مثلين من كلمتين استجازوا الإدغام كما استجازوه في نحو رد، ومد وقد قالوا لم يضربها ملق، فامتنعوا من الإمالة لمكان المستعلى، وإن كان منفصلا، كما امتنعوا من إمالة نافق، ونحوه من المتصلة ومن ذلك قوله ولو شاء الله ما اقتتل الذين وولو شاء الله ما اقتتلوا فهذا بيانه نحوٌ من بيان سبب تلك، و جعل لك إلا أنه أحسن من قوله
الحمد لله العلي الأجلل


الصفحة التالية
Icon