وهو شيء عزيز نادر حتى قالوا إنه يجوز في ضرورة الشعر، ولكن أبا علي حمل قوله وإن كلاًّ لما ليوفينهم فيمن شدد النون، أن أصله لمًّا، من قوله أكلاً لمًّا، فوقف وأبدل من التنوين ألفا، فصار لما ثم حمل الوصل على الوقف ومن ذلك قوله يا بنى لا تشرك بالله و يا بنى أقم الصلاة فيمن خفف الياء، قال هذا على الوقف ومثله قول عمران
قد كنت عندك حولاً لا تروعنى | فيه روائع من إنس ولا جانى |
ومن ذلك قراءة من قرأ فإما يأتينكم مني هدًى و قال يا بشراى هذا غلام هذا على أن الوقف في هدًى هدى بالإسكان، وفي بشراى بشرى، كما حكاه سيبويه من أنهم يقفون على أفعى، أفعى، ثم لما أدخل ياء الإضافة أدغم الياء في الياء وأجرى الوصل مجرى الوقف ومن ذلك قراءة نافع أنا أحيى وأميت، وأنا أول المؤمنين، وأنا أعلم بما أخفيتم فهذه على لغة من وقف على أنا فقال أنا ومثله ولكنا هو الله ربى، الأصل لكن أنا هو الله ربي، فحذف الهمزة وأدغم النون في النون ومن ذلك قراءة حمزة ومكر السيئ ولا يحيق، بإسكان الهمزة في الإدراج، فإن ذلك يكون على إجرائها في الوصل مجراها في الوقف، وهو مثل سيساء، وعيهل، والقصباء، وحسناء، وهو في الشعر كثير ومما يقوى ذلك أن قوما قالوا في الوقف أفعى وأفعو، أبدلوا من الألف الواو والياء ثم أجروها في الوصل مجراها في الوقف، فقالوا هذا أفعويا وكذلك حمل حمزة في هذا الموضع، لأنها كالألف في أنها حرف علة، كما أن الألف كذلك، ويقوى مقاربتها الألف أن قوما يبدلون منها الهمزة في الوقف فيقولون رأيت رجلأ، ورأيت جبلأ ويحتمل وجها آخر، وهو أن تجعل يأولا من قوله ومكر السيئ ولا بمنزلة إبل ثم أسكن الحرف الثاني كما أسكن من إبل لتوالي الكسرتين، أجراها وقبلها ياء فخفف بالإسكان، لاجتماع الياءآت والكسرات، كما خففت العرب من نحو أسيدى وبالقلب في رحوى، ونزلت حركة الإعراب بمنزلة غير حركة الإعراب، كما فعلوا ذلك في قوله
فاليوم أشرب غير مستحقب