من وراء حجاب في الوجه الأول يكلمهم غير مجاهر لهم بالكلام من حيث لا يرى، كما يرى سائر المتكلمين، ليس اله حجاب يفصل موضعا من موضع، ويدل على تحديد المحجوب هذا كلامه في التذكرة ومن هذا يصلح ما في الحجة، لأنه قال ذلك الفعل يرسل، وقد أخطأ، والصحيح ذلك الفعل يكلم وقال في موضع آخر وما كان لبشرٍ أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل قوله من وراء حجاب في موضع نصب ب أنه في موضع الحال بدلالة عطفه على وحيا، وكذلك من رفع أو يرسل رسولا فيوحى، أو يرسل في موضع نصب على الحال فإن قلت فمن نصب أو يرسل كيف القول فيه مع انفصال الفعل ب أن وكونه معطوفا على الحال؟ فالقول فيه إنه يكون المعنى أو بأن يرسل، فيكون الفاء على هذا في تقدير الحال، وإن كان الجار محذوفا وقد قال أبو الحسن في قوله وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وما لكم ألا تأكلوا إن المعنى وما لكم في أن لا تأكلوا، وأنه في موضع حال؛ كما أن قوله فما لهم عن التذكرة معرضين كذلك، فكذلك يكون قوله أو يرسل فيمن نصب، في موضع الحال؛ لعطفه على ما هو حال قال أبو علي في موضع آخر ما بعد حرف الاستئناء لا يعمل فيما قبله، فلا يجوز ما زيد طعامك إلا أكل؛ لأن إلا مضارع لحرف النفي ألا ترى أنك إذا قلت جاءني القوم إلا زيدا، فقد نفيت المجئ عن زيد ب إلا، فكما لا يعمل ما بعد حرف النفي فيما قبله، كذلك لا يعمل ما بعد إلا فيما قبلها فإن قلت فهلا لم يعمل ما قبلها فيما بعدها، فلم يجز ما زيد آكل إلا طعامك؟ قيل ما قبلها يجوز أن يعمل فيما بعدها، وإن لم يجز أن يعمل ما بعدها فيما قبلها، ألا ترى أنه قد جاز علمت ما زيد منطلق وقوله تعالى وظنوا ما لهم من محيص وتظنون إن لبثتم إلا قليلا، فيعمل ما قبلها فيها، ولم يجز ما بعدها أن يعمل فيما قبلها
الحادي والسبعون
ما جاء في التنزيل وقد حذف منه ياء النسب


الصفحة التالية
Icon