لما أعربت الكلمة وافقت العربية، وقد حذفوا ألف التأنيث من الكلمة فقالوا يمشى الجيض والجيضى، فعلى هذا قالوا زكريا وزكرى، فمن قال زكرى، صرف، والقول فيه أنه حذف الياءين اللتين كانتا في زكريا وألحق الكلمة ياء النسب، يدلك على ذلك صرف الاسم، ولو كانت الياء في زكرى الياءين اللتين كانتا في زكريا لوجب ألا ينصرف الاسم للعجمة والتعريف، كما أن ابراهيم ونحوه من الأعجمية لا ينصرف، وانصراف الاسم يدل على أن الياءين للنسب فانصرف الاسم، وإن كان لو لم يلحقه الياء لم ينصرف للعجمة والتعريف، يدلك على ذلك أن ما كان على وزن مفاعل لا ينصرف، فإذا لحقته ياء النسب انصرف، كقولك مدائنى، ومغافرى وقد جرت تاء التأنيث فقالوا صياقل فلم يصرفوا، وألحقوا التاء فقالوا صياقلة، فاتفق تاء التأنيث وياء النسب في هذا، كما اتفقا في رومى وروم، وشعيرة وشعير، ولحقت الاسم يا آان، وإن لم يكن فيه معنى نسب إلى شيء، كما لم يكن في كرسى، وقمرى، وثمانى، معنى نسب إلى شيء وهذا نظير لحاق التأنيث ما لم يكن فيه معنى تأنيث، كعرفة وطلحة، ونحو ذلك ويدل على أن الياءين في زكرى ليستا اللتين كانتا في زكريا أن ياءى النسب لا تلحقان قبل ألف التأنيث، وإن كانتا قد لحقتا قبل التاء في بصرية لأن التاء بمنزلة اسم مضموم إلى اسم، والألف ليست كذلك، ألا ترى أنك تيسر عليها الاسم، والتاء ليست كذلك ذكره الفارس في الحجة ومن ذلك قراءة من قرأ ألا إنهم يثنون صدورهم على يفعوعل صدورهم بالرفع بمعنى تنطوى صدورهم انطواء وروى أيضا بالياء يثنونى من اثنونى مثل احلونى كررت العين للمبالغة ومنه اخشوشنوا، من قول عمر وروى عن ابن عباس ليثنون بلام التأكيد في خبر إن، وأراد تثنونى على ما مضى، لكنه حذف الياء تخفيفا وصدورهم كذلك رفع وروى عن ابن عباس أيضا يثنون ووزنه يفعوعل من الثن وهو ما يبس وهش من العشب، وتكرير العين فيه أيضا للمبالغة، و صدورهم رفع فاعل بالفعل، والمعنى لأن