ولا يجوز أن يكون ايا فعللا، مضعف اللام، بمنزلة ضريب، لأن ذلك لم يأت في شيء من الكلام، وإن شئت جوزت ذلك فيه وقلت إنهما ليستا عينين فتلزما وتصحا ولا يجوز أن يكون إيا من لفظ اآة، على أن يجعلهما، فعيلا منها، ولا افعلا، لأنه كان يلزمك أن تهمز آخر الكلمة، لأنه لام فتقول إياء ولم يسمع فيه همزة البتة، ولا سمع أيضا مخففا بين بين، ولكن يجوز فيه على وجه غريب أن يكون فعلى من لفظ وأيت، ويكون أصله على هذا وييا، فهمزت واوه لانكسارها، كما همزت في اساوة و إشاح ونحو ذلك، فصارت إييا، ثم أبدلت الهمزة ياء لانكسار الهمزة الأولى قبلها، ثم أدغمت الياء المنقلبة عن الهمزة ياء لانكسار الهمزة الأولى قبلها، ثم أدغمت الياء المنقلبة عن الهمزة في الياء التي هي لام وأيت فصارت إيا ومن ذلك قوله تعالى وأنزل التورية والإنجيل، إنا أنزلنا التورية فيها هدًى ونور وزن التوراة عندنا فوعلة من ورى الزند يرى، وأصله وورية فأبدل من الواو تاء، كتخمة، وتراث، وتولج، وأنت تقوم وقيل أصله توراه تفعلة، فقلب، كما قيل في جارية جاراة؛ وفي، ناصية ناصاة و إنجيل إفعيل من النجل، وهو الأصل، إذ هو أصل العلوم والحكم
الخامس والسبعون
ما جاء في التنزيل من القلب والإبدال
فمن ذلك قوله تعالى نغفر لكم خطاياكم، وقوله أو الحوايا ف خطايا عند الخليل فعالى مقلوب من فعايل، قدمت اللام على الهمزة، فصار خطا أى ثم أبدلت من الكسرة فتحة ومن الياء ألف، فصار خطآ فلما كثرت الأمثال أبدلت الهمزة ياء فصار خطايا وهكذا الحوايا أصله حوايى ثم حوايا ومن ذلك قوله على شفا جرف هارٍ أصلها هاير فصار، هار، مثل قاض، ومثله شاك السلاح، ولاث، وأنشد
لاثٍ به الأشاء والعبرى