ومن ذلك قوله تعالى لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم، ف أشياء أصله شيئاء، على وزن فعلاء يدل على الكثرة كالطرفاء، والحلفاء، قلبت لامه إلى أوله، فصار لفعاء هذا مذهب الخليل وقال الأخفش أصله أشيياء على وزن أفعلاء، فحذفت لام الفعل قال الفراء وزنه أفعال، وقد ذكرت وجه كل قول في الخلاف ومن ذلك قوله تعالى كلتا الجنتين آتت أكلها، التاء بدل من الواو، التي هي لام في كلا، كما قلنا في التوراة و التراث من قوله وتأكلون التراث أكلاً لما وقيل هي بدل من التاء إنهم اختلفوا في لام كلا قال الجرمى التاء زائدة في كلتا، ووزنه فعتل، وليس في الكلام فعتل، وكذلك التاء في بيتٍ و أختٍ من قوله تعالى وله أخ أو أخت، بدل من الواو لقولك أخوان وإخوان، فأما البنت فيجوز أن يكون من الواو، ويجوز أن يكون من الياء ومن ذلك قوله تعالى وإذا الرسل أقتت أصله، وقتت، لأنه من الوقت أي جمعت لوقتها ومنه فطفق مسحاً بالسوق، فيمن همز وقوله فاستوى على سوقه همز الواو لمجاورة الضمة كما همزها إذا انضمت، ولهذا قرأ من قرأ وكشفت عن ساقيها، بالهمز، كما اعتاد الهمز في السوق ومنه قوله قل هو الله أحد، الهمزة بدل من الواو، في وحد لأنه من الوحدة
السادس والسبعون
ما جاء في التنزيل من إذا الزمانية
وإذا المكانية، وغير ذلك من قسميهما
وأعلم أن إذا الزمانية اسم في نحو قوله تعالى فإذا نفخ في الصور، فإذا نقر في الناقور، وأئذا متنا وكنا تراباً، لأنها نقيضة إذ وقد ثبت بالدليل كون إذ اسما في نحو قوله بعد إذ أنتم مسلمون والعرب تحمل النقيض على النقيض، كقوله
وقبل غدٍ يا لهف نفسي على غدٍ | إذا راح أصحابي ولست برائح |