أي فاثبت على حال غناك وإذا كانت متى لم يحسن أن تجعلها بدلا من إذا، لأن إذا معروفة مقصورة على موضع وواجبة، و متى شائعة غير واجبة، فلو أبدلت متى من إذا، وهي على ما هي عليه من كونها واجبة مضافة، كنت قد أبدلت الأعم من الأخص، فكما لا يجوز ضربت رأس زيد زيدا، على أن تبدل زيدا من رأسه، لما في ذلك من التراجع عن الخصوص إلى العموم، كذلك لا يحسن أن تبدل متى من إذا و إذا، على معتاد حالها من كونها خالصة واجبة، فإذا لم يجز ذلك عدلت بها إلى إخلاصها واطراحها وإمحاضها شرطا البتة، فإذا حصلت له شاعت شيوع جميع حروف الشرط، وإذا شاعت فارقت موضعها من الإضافة وخلصت شرطا أن يحكم على موضع الفعل بعدها بالجزم في المعنى، وإن لم يظهر ذلك إلى اللفظ، وإذا كان كذلك حملت إذا في بيت الهذلى على أنها الجازمة في الضرورة، لما عليك في ترك ذلك من إبدال الأعم من الأخص، وقد علمت ما يقوله أصحابنا في بيت الكتاب
اعتاد قلبك من سلمى عوائده | وهاج أهواءك المكنونة الطلل |
ربع قواء أذاع المعصرات به | وكل حيران سارٍ ماؤه خضل |
وإذا تصبك خصاصة فتجمل
وقوله
إذا ما خبت نيرانهم تقد
والأبيات التي في الكتاب وأما قوله تعالى إذا وقعت الواقعة إلى قوله إذا رجت الأرض رجًّا فقاس عثمان هذا على قوله
إذا راح أصحابي