والآخر أن تجعله خبرا آخر، فإذا فعلت ذلك علقت إذا بمجموع الخبرين لا بأحدهما، كما أنك إذا قلت شرابك اليوم حلو حامض، علقت اليوم بمعنى مجموع الخبرين، فجرى ذلك مجرى قولك شرابك اليوم، من أي من في هذا اليوم وأما قولهم نظرت فإذا زيد بالباب، ف إذا في موضع الرفع خبر زيد، و بالباب خبر ثان وقال بعضهم إذا ها هنا حرف ليس باسم، واحتج بأنه ناب عن الفاء في جواب الشرط وأغنى غناه، فيكون حرفا كالفاء، والدليل على ذا قوله تعالى وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون المعنى قنطوا، ولا يلزم أن الحرف لا يركب مع الاسم فيكون كلاما، ولو قلت فإذا زيد، كان كلاما، فثبت أنه اسم، لأنا نقول فإذا زيد، ليس بكلام، لأن تمامه محذوف، أي إذا زيد بالحضرة، أو، في الوجود، فلا يكون صحيحا إلا بتقدير الخبر؟ قلنا إنه اسم، لأنها كلمة تركبت مع الاسم ليس فيها علامات الحرف، فوجب أن يكون اسما، قياسا على قولنا زيد قائم، وهذا لأن التركيب إنما يكون منه كلام إذا كان اسما مع اسم، أو فعلا مع اسم، فأما الحرف مع الاسم فليس بكلام إلا في النداء، وهذا ليس بنداء، ولا إذا فعلا، فوجب أن يكون اسما في موضع الرفع خبر المبتدأ، ولهذا المعنى قلنا في قولهم كيف زيد؟ إن كيف اسم لما أفاد مع زيد، ولو كان حرفا لم يفد، فثبت أنه اسم وما ذكره من أن الخبر محذوف، قلنا لا حاجة إلى حذف الخبر فيما ذكرناه، فإذا قلت فإذا زيد قائم، ف زيد مبتدأ، و إذا خبره، و قائم كذلك وإن شئت نصبت قائما على الحال من الضمير الذي في إذا، فيمن رفع زيدا بالابتداء، أو حالا من زيد فيمن رفعه بالظرف وأما قوله
إذا أنا لم أطعن إذا الخيل كرت