من الضمير في يحكى لما جرى على المنفى وزيادة الحروف في التنزيل كثير، فأقرب من ذلك إلى ما نحن فيه قوله "فبما رحمة من الله" وقوله "فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم" وقوله تعالى "فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم" وكقوله "عما قليل ليصبحن" أي عن قليل وكقوله "جند ما هنالك" أي جند هنالك وقيل في قوله تعالى "كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون" ما صلة وكذلك قوله "إنه لحق مثل ما أنكم" أي مثل أنكم وقيل في قوله "في أي صورة ما شاء" فكقوله فهي ترثى بأبي وابنيما وكقولهم أفعله آثرا ما فهذه حروف جاءت للتأكيد عند سيبويه وعند قوم، هو اسم ولا خلاف في زيادتها فمن قال هو اسم، قال قد جاء من الأسماء مثله مزيداً، كقولهم كان زيد هو العاقل قال الله تعالى "إن كان هذا هو الحق" فهو فصل وقال "تجدوه عند الله هو خيراً" وقال "إنك أنت العزيز الحكيم" وقال "إن ترن أنا أقل منك" وسأعد لك الفصل فيما بعد والصحيح قول سيبويه، إذ لا معنى لها سوى التوكيد، ولا تكاد الأسماء تزاد فأما هو فإنما جئ به ليفصل الخبر عن الوصف، فهو لمعنى فثبت أن ما حرف زيدت كزيادة من في النفي، وزيادة الباء في ألقى بيده وساعده لك وزيادة أن وإن في قوله تعالى "فلما أن جاء البشير" وقوله
فما إن طبنا جبن ولكن | منايانا ودولة آخرينا |