فأخبر عن ابن أبي الذبان، الذي تعلق بقوله إن مالت بي الريح فقال أن يتندما ولا حجة له في البيت، لأنه قد عاد من جملة الكلام إلى ياء المتكلم ضمير، وهو قوله إن مالت بي الريح فبطل حجته بالبيت وصح قول أبي الحسن وقول أبي العباس، ومن ذلك قوله تعالى "فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه" قال سيبويه قال الله عز وجل "فلا تكفر، فيتعلمون" فارتفع لأنه لم يخبر عن الملكين أنهما قالا فلا تكفر فيتعلموا؛ لنجعل قولهما لا تكفر سبباً للتعلم، ولكنه قال فيتعلمون أي فهم يتعلمون ومثله "كن فيكون" كأنه قال إنما أمرنا ذاك فيكون، أي فهو يكون قال أبو علي تقدير قولك لا تقرب الأسد فيأكلك، ها هنا غير سائغ ألا ترى أن كفر من نهى عن أن يكفر في الآية ليس سبباً لتعلم من يتعلم ما يفرق به بين المرء وزوجه؛ وذلك أن الضمير الذي في قوله فيتعلمون لا يخلو من أحد أمرين إما أن يكون راجعاً إلى الناس من قوله "يعلمون الناس"، أو إلى "أحد" فإن كان راجعاً إلى الناس فلا تعلق له بقوله فلا تكفر، لأمه لا معنى لقوله فيتعلمون إذا كان فعل الغير أن يحمل على لا تكفر، لفساده في المعنى وإن كان راجعاً إلى أحد لم يكن فيتعلمون أيضاً جواباً لقوله فلا تكفر، لأن التقدير لا يكن كفر فتعلم والمعنى إن يكن كفر يكن تعلم، وهذا غير صحيح، ألا ترى أنه يجوز أن يكفر ولا يتعلم، فليس الأول سبباً للثاني، فإذا لم يجز ذلك لم يخل من أحد أمرين إما أن تجعل الفعل معطوفاً بالفاء على فعل قبله؛ وإما أن نجعله خبراً لمبتدأ محذوف والفعل الذي قبله لا يخلو من أن يكون كفروا أو يعلمون أو يعلمان، أو فعلا مقدراً محذوفاً من اللفظ، وهو يأبون فإن عطفت على كفروا جاز، ويكون موضعه رفعاً كموضع كفروا وإن عطفت على يعلمون الناس فيتعلمون، جاز ويعلمون الناس يجوز أن يكون منصوباً على الحال من الواو في كفروا ويجوز أن يكون بدلاً عن كفروا، لأن تعليم السحر كفر فأما ما اعترض به أبو إسحاق