وقال أعشى قيس:
فإني وثوبي راهب الحج والتي بناها قصي وحده وابن جرهم
وقال أيضاً:
حلفت له بالراقصات إلى منى إذا مخرم خلفته بعد مخرم
وقال الحارث بن عباد:
كلا ورب الراقصات إلى منى كلا ورب الحل والإحرام
وقال النابغة الذبياني :
فلا لعمر الذي مسحت كعبته وما هريق على الأنصاب من جسد
والمؤمن العائذات الطير تمسحها ركبان مكة بين الغيل والسعد
ما قلت من سيء مما أتيت به إذاً فلا رفعت سوطي إلي يدي
إذا فعاقبني ربي معاقبة قرت بها عين من يأتيك بالفند
وقال شأس أخو علقمة الفحل:
حلفت بما ضم الحجيج إلى منى وما شج من نحر الهدى المقلد
وقالت غنية الأعرابية تصف ابنها :
أحلف بالمروة يوماً والصفا أنك خير من تفاريق العصا
وأما حلفهم بالأنصاب فمنه قول المهلهل:
كلا وأنصاب لنا عادية معبودة قد قطعت تقطيعا
وقول طرفة :
فأقسمت عند النصب أني لهالك بمتلفة ليست بغبط ولا خفش
وقول الملتمس :
أطردتني حذر الهجاء ولا والله والأنصاب لا تئل
وقال رشيد بن رميض العنزي :
حلفت بمائرات حول عوض وأنصاب تركن لدى السعير
والقسم بالأنصاب قليل جداً فكان جل أقسامهم المؤكدة بالكعبة ومشاعر الحج. فإن العرب مع اختلاف دياناتهم في الجاهلية لم يختلفوا في تعظيم هذا البيت العتيق. وعلموا أنه أول بيت الله الذي وضع للناس، حتى إنك ترى النصارى منهم كانوا يقسمون به. قال عدي بن زيد وقد تنصر في الجاهلية :
سعى الأعداء لا يألون شراً عليك ورب مكة والصليب
وقال الأخطل وكان مجاهراً بنصرانيته :
حلفت بمن تساق له الهدايا ومن حلت بكعبته النذور
وقال أيضاً:
لقد حلفت بما أسرى الحجيج له والناذرين دماء البدن في الحرم
وقال أيضاً:
إني حلفت برب الراقصات وما أضحى بمكة من حجب وأستار
وبالهدي إذا احمرت مذارعها في يوم نسك وتشريق وتنحار
فترى مما ذكرنا أنهم إذا اجتهدوا بالقسم حلفوا بالكعبة ومشاعر الحج. وبذلك جاء التصريح منهم، قال حسان بن ثابت الأنصاري فيما قال قبل إسلامه: