( سُئِلَ عَلِيٌّ ( : هَلْ خَصَّكُمْ رَسُولُ اللَّهِ ( بِشَيْءٍ؟ فَقَالَ : مَا خَصَّنَا رَسُولُ اللَّهِ ( بِشَيْءٍ لَمْ يَعُمَّ بِهِ النَّاسَ كَافَّةً إِلَّا مَا كَانَ فِي قِرَابِ (جراب) سَيْفِي هَذَا قَالَ فَأَخْرَجَ صَحِيفَةً فِيهَا مَكْتُوبٌ :" لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَرَقَ مَنَارَ (علامة وحدود) الْأَرْضِ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَهُ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا "١٢.
ومن تدبر أحوال أهل الأهواء علم بركة هذا الكلام السابق.. فلو أن أهل العلم كلموا أهل البدع والأهواء بصورة عادية لكان ذلك ضياعًا للدين، ومغريًا للعامة بحديثهم، ولفتح بابًا للجدل نُهينا عنه شرعًا.
استثناء واجب
إذن الأصل هو أن يُجتنب أهلُ الأهواء والبدع والجرب كما يُجتنب المصاب بمرض معدى، لكن يمكن لإمام المسلمين أو قادتهم أن ينتدبوا بعض العلماء الثقات ليقاوموا هذا الداء وليس ذلك لأفراد الناس.
وتُقدر هذه الضرورة بقدرها لدى العلماء وبحساب المصالح والمفاسد.
ومَثَلُ العَالِم الذى ينتدبه المسلمون كالمبارز الذى يتقدم الصف فى أول المعركة ينتدبه الإمام ليبارز ولا يخرج من تلقاء نفسه إلا مضطرًا.
حيث إن البدعة يُطَيِرُهَا الشيطانُ فى أفاق الناس فتتردد بينهم، حتى تصل إلى العَالِم الحق فيقمعها، فينتشر قوله يردده الناس فتموت البدعة. ولذا كان العالم الحق أشد على الشيطان من مئات العُبَّاد.
* وصدق الله إذ يقول :﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴾ ١٣.
* وصدق الله :﴿ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴾ ١٤.
* وصدق النبى ( :" يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين " ١٥.