فقال بعضهم : لا تخاصموا قريشًا فإن الله يقول :﴿بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾١٨ فقال بعضهم : بلى! فلنكلمه – قال – فكلمنى منهم رجلان، أو ثلاثة – قال – قلت ماذا نقمتم عليه ؟ قالوا: ثلاثًا. فقلت : ما هن ؟ قالوا : حكم الرجال فى أمر الله وقال الله تعالى :( إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ )١٩ قال : هذه واحدة، وماذا أيضًا ؟ قالوا : فإنه قاتل فلم يسب ولم يغنم، فلئن كانوا مؤمنين ما حل قتالهم، ولئن كانوا كافرين لقد حل قتالهم وسبيهم – قال – قلت : وماذا أيضًا ؟ قالوا : ومحا نفسه من إمرة المؤمنين، فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين – قال – قلت : أرأيتم إن أتيتكم من كتاب الله وسنة رسوله بما ينقض قولكم هذا، أترجعون؟ قالوا : وما لنا لا نرجع ؟
* قال ابن عباس : أما قولكم " حكم الرجال فى أمر الله " فإن الله قال فى كتابه :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ﴾٢٠ وقال فى المرأة وزوجها :﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا﴾٢١ فصير الله ذلك إلى حكم الرجال، فناشدتكم الله! أتعلمون حكم الرجال فى دماء المسلمين، وفى إصلاح ذات بينهم أفضل أو فى دم أرنب ثمنه ربع درهم ؟ وفى بضع امرأة ؟ قالوا: بلى ! هذا أفضل : قال: أخرجتم من هذه ؟ قالوا : نعم!
* قال وأما قولكم :" قاتل ولم يسب ولم يغنم " أتسبون أمكم عائشة ؟ فإن قلتم، نسبيها فنستحل منها ما نستحل من غيرها. فقد كفرتم، وإن قلتم ليست بأمنا فقد كفرتم، فأنتم ترددون بين ضلالتين، أخرجتم من هذه؟ قالوا : بلى !


الصفحة التالية
Icon