* قال : وأما قولكم :" محا نفسه من إمرة المؤمنين " فأنا آتيكم بمن ترضون إن نبى الله يوم الحديبية حين صالح أبا سفيان وسهيل بن عمرو، قال رسول الله ( :" اكتب يا على : هذا ما صالح محمد رسول الله " فقال أبو سفيان وسهيل بن عمرو : ما نعلم أنك رسول الله، ولو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك. قال رسول الله :" اللهم إنك تعلم أنى رسولك، يا على اكتب : هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله وأبو سفيان وسهيل بن عمرو " قال ابن عباس : فرجع منهم ألفان وبقى بقيتهم فخرجوا فقتلوا أجمعون. ٢٢
مسائل ابن الأزرق
وردود ابن عباس
مسائل ابن الأزرق وردودها
* هكذا كان ابن عباس ( فارس الحلبة صال وجال حتى رأينا منه ما أعجب العامة والخاصة. ولقد كانت ردوده فى مسائل نافع بن الأزرق٢٣ مثار إعجاب. وصدق مَنْ سماه : بحرا.
ومما دفعنى أن أنقلها بتمامها ما يلى :-
* كنت جالسًا يومًا أستمع لأحد القراء فقرأ قول الله تعالى: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾٢٤ فقال أحد الحاضرين أن الله أمر بنظافة الملابس.. فقال أحد الجالسين إن الله أمر بنظافة الظاهر كما قلتَ. وكذلك أمر بطهارة القلب (الباطن) لأن العرب تستخدم كلمة " ثياب " بمعنى قلب. قال امرؤ القيس فى معلقته الشهيرة :
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل
وان تك قد ساءتك منى خطيئة
وان كنت قد أزمعتى صرمى فأجملى
فسلى ثيابى من ثيابك تنسلى
وإن معنى الآية يتوافق مع أول بيان ينزله الله على رسوله، حيث يأمر بتزكية الظاهر والباطن.
فاعترض الجالسون جميعًا على ذلك.. ولم ينقذه من بينهم إلا أننا رجعنا إلى تفسير ابن كثير فوجدوا ما يؤيد نفس المعنى. والغريب أنهم وجدوا نفس الأبيات الشعرية يستدل بها الحافظ ابن كثير.. ولله الحمد والمنة.
فعلمت مدى الهوة السحيقة بيننا وبين الذين نزل عليهم القرآن حيث عرفوا مخرجه ومدخله.
فأردت أن أوردها لتُستفاد ولتُشحذ ههمُ أصحاب العزائم لحفظها..