من العلماء من يقول: لم يبين الرسول عليه الصلاة والسلام من القرآن إلا قليلاً كما يقول السيوطي، ويستدلون بحديث مروي عن عائشة رضي الله عنها: "أن النبي ﷺ كان لا يفسِّر شيئًا من القرآن برأيه إلا آيًا بعدد"(١)، وهذا الحديث لا يصح، رواه البزار وغيره وهو معلول، في إسناده محمد بن جعفر الزبيري، وهو ضعيف لا يُحتج بحديثه.
ومن العلماء من يقول: إن رسول الله ﷺ بيَّن القرآن كله، ومقصودهم بأنه بيَّن ما يحتاج إلى بيان، فهناك آيات لا تحتاج إلى بيان لأنها بيِّنة بنفسها.
يقول ابن عباس رضي الله عنهما -كما ذكر الطبري وغيره-: التفسير أربعة أوجه:
وجه تعرفه العرب من كلامها، فإذا قرئ على العرب فإنهم يفهمونه.
وتفسير لا يُعذر أحد بجهالته، وذلك كتفسير الآيات في الأحكام والعقائد التي يحتاج الناس إلى معرفتها.
وتفسير تعلمه العلماء، وهي المعاني الخفية التي لايفقهها عامة الناس.
وتفسير لا يعلمه إلا الله تعالى.
فهذه أربعة أنواع من التفسير.
والخلاصة أن الرسول ﷺ قد بيَّن كل ما يحتاج الناس إلى بيانه من القرآن الكريم في سنته.
وبشكل عام فإن السنة النبوية تفسير للقرآن الكريم، وأنواع بيان السنة للقرآن على أربعة أضرب:
الأول: بيان القرآن بالقول (بالنص):

(١) ٤٩)... أخرجه البزار -كما في المجمع- (٦/٣٠٣)، وأبو يعلى (٤٥٢٨)، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (١٣/٢٥٣)، وابن القيسراني في المؤتلف والمختلف (١/١٧١).


الصفحة التالية
Icon