وكأنه ﷺ كره أن يخلوا أنحاء المدينة، وأحب أن يكون أهل الخير منتشرين في البلد، ولا يكونون موجودين فقط حول المسجد، وتخلو بقية الأحياء عنهم.
وقد يكون ﷺ فهم ذلك واستنبطه من قوله تعالى: (إِنَّا نَحنُ نُحيِي المَوتَى وَنَكتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُم) [يس: ١٢]، فمن الآثار التي تُكتب خطى الإنسان إلى المسجد ذهابًا وإيابًا.
هـ- أيضًا قوله ﷺ -: "لا يمس القرآن إلا طاهر"(١)، والحديث حسن بمجموع طرقه وله ما يشهد له، والمقصود بالطاهر على الراجح من أقوال أهل العلم الطاهر من الحدثين الأكبر والأصغر.

(١) ٦٦)... أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٢١١١)، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (٥٧٢)، وابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف (٢٦٠)، من حديث أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده رضي الله عنه.
وأخرجه مالك في الموطأ (٤٦٨)، وأبو داود في المراسيل (٢١١١)، من حديث أبي بكر بن محمد ابن عمرو بن حزم من قوله مرسلاً. وقال ابن عبد البر: لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث، وقد روي مسندًا من وجه صالح. اهـ.
وأخرجه الطبراني (٣١٣٥)، والحاكم (٦٠٥١)، من حديث حكيم بن حزام.
وأخرجه الطبراني في الكبير (١٣٢١٧)، والصغير (١١٦٢)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (١/٢٧٦) وقال: رواه الطبراني في الصغير والكبير ورجاله موثقون. اهـ.


الصفحة التالية
Icon