أ - صلاته عليه الصلاة والسلام، فقد صلَّى وقال: "صلوا كما رأيتموني أصلي"(١)، فالصلاة كلها داخلة تحت قوله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) [البقرة: ٤٣]، وصلاته تفسير لهذه الآية.
ب - حجه عليه الصلاة والسلام، فقد حجَّ وأدى المناسك كلها؛ من الإحرام، والطواف، والسعي، والوقوف، والنحر، وغيرها... ، وقال: "خذوا عني مناسككم"(٢)، فكل أعمال الرسول ﷺ في الحج داخلة في تفسير قوله تعالى: (وَلله عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيتِ) [آل عمران: ٩٧].
ج - وهكذا بيَّن لنا أحكام الصيام بعمله صلى الله عليه وسلم، فكلها داخلة تحت قوله تعالى: (كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ) [البقرة: ١٨٣].
د- وبيَّن لنا مقادير الزكاة، فكلها تفسير لقوله تعالى: (وَآتُوا الزَّكَاةَ) [البقرة: ٤٣].
هـ. ومن الأمثلة التفصيلية لذلك:
يقول الله تعالى: (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيلِ وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كَانَ مَشهُودًا) [الإسراء: ٧٨]، هذه الآية تحدد مواقيت الصلوات الخمس.
وقد أتاه ﷺ سائل يسأله عن مواقيت الصلاة، فلم يرد عليه شيئًا: فأقام الفجر حين انشق الفجر، والناس لا يكاد يعرف بعضهم بعضًا، ثم أمره فأقام بالظهر حين زالت الشمس، والقائل يقول: "قد انتصف النهار" وهو كان أعلم منهم، ثم أمره فأقام بالعصر والشمس مرتفعة، ثم أمره فأقام بالمغرب حين وقعت الشمس، ثم أمره فأقام العشاء حين غاب الشفق.

(١) ٧٤)... أخرجه البخاري (٦٣١)، ومسلم (٦٧٤)، من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه.
(٢) ٧٥)... أخرجه مسلم (١٧٧٧)، والبيهقي في السنن الكبرى (٩٣٠٧)، وغيرهما، وهذا لفظ البيهقي، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.


الصفحة التالية
Icon