﴿ فمن اعتدى (بعد التحريم) ﴾: بأن صاد بعد ما بلغه التحريم.
﴿ وأنتم حرم ﴾: جمع حرام والحرام: المُحرم لحج أو عمرة ويقال رجل حرام وامرأة حرام.
﴿ من النعم ﴾: النعم: الإِبل والبقر والغنم.
﴿ ذوا عدل منكم ﴾: أي صاحبا عدالة من أهل العلم.
﴿ وبال أمره ﴾: ثقل جزاء ذنبه حيث صاد والصيد حرام.
﴿ وللسيارة ﴾: المسافرين يتزوّدون به في سفرهم. وطعام البحر ما يقذف به إلى الساحل.
معنى الآيات:
ينادي الرب تبارك وتعالى عباده المؤمنين ليعلمهم مؤكدا خبره بأنه يبلوهم اختباراً لهم ليظهر المطيع من العاصي فقال: ﴿ يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب ﴾ فحرم عليهم تعالى الصيد وهم حرم ثم ابتلاهم بوجوده بين أيديهم بحيث تناله أيديهم ورماحهم بكل يسر وسهولة على نحو ما ابتلى به بني إسرائيل في تحريم الصيد يوم السبت فكان السمك يأتيهم يوم سبتهم شُرّعاً ويوم لا يسبتون لا يأتيهم كذلك بلاهم ربهم بما كانوا يفسقون بيد أن المسلمين استجابوا لربهم وامتثلوا أمره، على خلاف بني إسرائيل فإنهم عصوا وصادقوا فمسخهم قردة خاسئين. وقوله تعالى ﴿ فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ﴾، أي فمن صاد بعد هذا التحريم فله عذاب أليم هذا ما دلت عليه الآية الأولى (٩٤). أما الآية ا لثانية (٩٥) وهي قوله تعالى: ﴿ يا أيها الذين أمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ﴾ فأكد لهم تحريم الصيد وبيّن لهم ما يترتب على ذلك من جزاء فقال ﴿ ومن قتله منكم متعمداً ﴾ فالحكم الواجب على من قتله جزاءً ﴿ مل ما قتل من النعم ﴾ وهى الإِبل والبقر تشبه الجمل وبقرة الوحش تشبه البقرة، والغزال يشبه التيس وهكذا فإن شاء من وجب عليه بعير أو بقرة أو تيس أو يسوقه إلى مكة الفقراء الحرم فليفعل وإن شاء اشترى بثمه طعاماً وتصدق به، إن شاء صام بدل كل نصف صاع يوماً لقوله تعالى: ﴿ هدياً بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياماً ﴾


الصفحة التالية
Icon