وقوله تعالى: ﴿ يأتوك رجالاً ﴾ أي عليك النداء وعلينا البلاغ فنادِ ﴿ يأتوك رجالاً ﴾ أي مشاة ﴿ وعلى كل ضامر ﴾ من النوق المهازيل ﴿ يأتين من كل فج عميق ﴾ أي طريق بعيد في أغوار الأرض وأبعادها كالأندلس غرباً وأندونيسيا شرقاً. وقوله تعالى: ﴿ ليشهدوا منافع لهم ﴾ أي يأتوك ليشهدوا منافع لهم دينيَّة كمغفرة ذنوبهم واستجابة دعائهم والفوز برضا ربهم، وتعلم دينهم من علمائهم، ودينويّة كربح تجارة ببيع وشراء وعرض سلع وأنواع صناعات، وقوله تعالى: ﴿ ويذكروا اسم الله ﴾ شاكرين لله تعالى إنعامه عليهم وإفضاله وذلك في أيام الحج كلها من العشر الأول من ذي الحجة إلى نهاية أيام التشريق بالصلاة والذكر والدعاء، كما يذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام عند نحر الإبل وذبح البقر والغنم بأن يقول الناحر أو الذابح بسم الله والله أكبر وقوله تعالى: ﴿ فكلوا منها ﴾ أي من بهيمة الأنعام التي نحرتموها أو ذبحتموها تقرباً إلينا كهدى التمتع أو التطوع، ﴿ واطعموا البائس الفقير ﴾ وهو من اشتد به الفقر وقوله تعالى: ﴿ ثم ليقضوا تفثهم ﴾ بإزالة التسعث والوسخ الذي لازمهم طيلة مدة الإِحرام.
وقوله: ﴿ وليوفوا نذورهم ﴾ أن من كان منهم قد نذر هدياً بذبحه في الحرم فليوف بذلك إذ هذا أوان الوفاء بما نذر أن ينحره أو يذبحه بالحرم. وقوله ﴿ وليطوفوا بالبيت العتيق ﴾ أي وليطوفوا طواف الإفاضة وهو ركن الحج ولا يصح الا بعد الوقوف بعرفة ورمي جمرة العقبة صباح العيد عيد الأضحى.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١- وجوب بناء البيت وإعلائه كلما سقط وتهدم ووجوب تطهيره من كل ما يؤذي الطائفين والعاكفين في المسجد الحرام من الشرك والمعاصي وسائر الذنوب ومن الأقذار كالأبوال والدماء ونحوها.
٢- مشروعية فتح مكاتب للدعاية للحج.
٣- جواز الاتجار أثناء إقامته في الحج.
٤- وجوب شكر الله تعالى ذكره.
٥- جواز الأكل من الهدي ومن ذبائح التطوع بل استحبابه.


الصفحة التالية
Icon