وقوله تعالى: ﴿ والبدن جعلناها لكم من شعائر الله ﴾ أي الإبل والبقر مما يُهدى إلى الحرم جعلنا ذلك من شعائر ديننا ومظاهر عبادتنا، ﴿ لكم فيها خير ﴾ عظيم وأجر كبير عند ربكم يوم تلقوه إذا ما تقرب متقرب يوم عيد الأضحى بأفضل من دم يهرقه في سبيل الله وعليه ﴿ فاذكروا اسم الله عليها ﴾ اي قولوا بسم الله والله أكبر عند نحرها، وقوله: ﴿ صوآف ﴾ أي قائمة على ثلاثة معقولة اليد اليسرى، فإذا نحرتموها ووجبت أي سقطت على جنوبها فوق الأرض ميتة ﴿ فكلوا منها وأطعموا القانع ﴾ الذي يسألكم ﴿ والمعتر ﴾ الذي يتعرض لكم ولا يسألكم حياءاً، وقوله تعالى: ﴿ سخرناهم لكم ﴾ أي مثل ذلك التسخير الذي سخرناهم لكم فتركبوا وتحلبوا وتذبحوا وتأكلوا سخرناهم لكم من أجل أن تشكرونا بالطاعة والذكر.
وقوله تعالى في آخر آية في هذا السياق وهي (٣٧) قوله: ﴿ لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ﴾ أي لن يرفع إلأيه لحم ولا دم ولن يبلغ الرضا منه، ولكن التقوى بالإخلاص وفعل الواجب والمندوب وترك الحرام والمكروه هذا الذي يرفع إليه ويبلغ مبلغ الرضا منه.
وقوله تعالى: ﴿ كذلك سخرها لكم ﴾ أي كذلك التسخير الذي سخرها لكم لعلَّة أن تكبروا الله على ما هداكم إلأيه من الإِيمان والإِسلام فتكبروا الله عند نحر البدن وذبح الذبائح وعند أداء المناسك وعقب الصلوات الخمس أيام التشريق. وقوله تعالى: ﴿ وبشر المحسنين ﴾ أمر الله تعالى رسوله والمبلغ عنه محمداً ﷺ أن يبشر باسمه المحسنين الذين أحسنوا الإيمان والإِسلام فوحدوا الله وعبدوه بما شرع وعلى نحو ما شرع متبعين في ذلك هدى رسوله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
هداية الآيات
من هداية الآيات
١- ذبح القربان مشروع في سائر الأديان الإِلهية وهو دليل على أنه لا غله إلا الله إذا وحدة التشريع تدل على وحدة المشرع.


الصفحة التالية
Icon