﴿ ولكن أكثرهم لا يعلمون ﴾ فهذه علة اصرارهم على الشرك والكفر. إنها الجهل بالله تعالى وعظمته وعلمه وحكمته. ومعنى يجبى أو تجبى إليه ثمرات كل شيء أي يحمل غليه ويساق من انحاء البلاد ثمرات كل شيء من أنواع الأرزاق وكان ذلك رزقاً منه تعالى لأهل الحرم. أفلا يشكرون.
================================
قال تعالى :( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) (العنكبوت: ٦٧)
شرح الكلمات:
﴿ يتخطف الناس من حولهم ﴾ : اي يُسبون ويُقتلون في ديار جزيرتهم.
﴿ أفبالباطل يؤمنون ﴾ : أي يؤمنون بالأصنام وهي الباطل، ينكر تعالى عليهم ذلك.
تفسير الطبري:
يقول تعالى ذكره مذكرا هؤلاء المشركين من قريش القائلين: لولا أنزل عليه آية من ربه، نِعْمَتَه عليهم التي خصهم بها دون سائر الناس غيرهم مع كفرهم بنعمته وإشراكهم في عبادته الاَلهة والأنداد: أو لم ير هؤلاء المشركون من قريش ما خصصناهم به من نعمتنا عليهم دون سائر عبادنا، فيشكرونا على ذلك وينزجروا عن كفرهم بنا وإشراكهم ما لا ينفعنا ولا يضرّهم في عبادتنا أنا جعلنا بلدهم حرما حرّمنا على الناس أن يدخلوه بغارة أو حرب، آمنا، يأمن فيه من سكنه، فأوى إليه من السباء والخوف والحرام الذي لا يأمنه غيرهم من الناس وَيُتَخَطّفُ النّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ يقول: وتُسْلَب الناس من حولهم قتلاً وسباء.
كماروي عن قَتادة في قوله أو لَمْ يَرَوْا أنّا جَعَلْنا حَرَما آمِنا وَيُتَخَطّفُ النّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ قال: كان لهم فِي ذلك آية أن الناس يُغزَون ويُتَخَطّفون وهم آمنون.


الصفحة التالية
Icon