فظاً ولا غليظاً(قال-عليه الصلاة والسلام-:"الدين المعاملة"ولم يكن في خطابه، فليس الدين مجرّد ركعات تُؤدّى في المساجد، وإن كانت الصلاة في الذروة الأعلى من الدين، ولكن الدين جملة المعاملة مع إخوانك المؤمنين، مع والديْك، مع جيرانك، مع عامّة المسلمين، تُؤْثِرُهم على نفسك، تقبل اعتذارهم، وتُقيل عثراتهم، وتقدّم، وكما سُئِلت(الصورة المُثلى لما أمر الله به في كتابه، وما أمر به رسولنا ؟فقالت:"كان خُلُقُه القرآن"أي أنه يطبّق(عائشة-رضي الله عنها-كيف كان خُلُق النبي القرآن.
خلق الله جلّ وعلا أبانا آدم من قبضة قُبِضَت من الأرض، ولقد ورد( أن الله بعث مَلَكاً يقبض هذه القبضة، فلمّا جاء المَلَك ليقبضها، قالت له الأرض: أعوذ بالله منك، فرجع المَلَك إلى ربّه فقال له ربّه: ما صنعت؟وهو أعلم، قال: يا ربّ استجارت بك فأجرتُها، فبعث الله مَلَكاً آخر وهو أعلم، فلمّا جاء ليقبض قبضة من الأرض، قالت الأرض: أعوذ بالله منك، فرجع إلى ربّه، فسأله كما سأل الأوّل، فأجاب كما أجاب الأول، فبعث الله ملكاً آخر﴿وهذا الفرق في العلم﴾فلمّا جاء ليقبض من الأرض قبضته، قالت له الأرض: أعوذ بالله منك-كما قالت لأخويْه-فقال لها المَلَك: وأنا أعوذ بالله ألاّ أُنفذ أمره؛لأن الله أمرني أن أقبض قبضة، فقبض قبضة من الأرض مجتمعة مختلطة(لذلك تفاوَتَت طبائع الناس)فحملها إلى الله تعالى، ومن هذه القبضة الترابيّة خلق أبانا آدم، لكن هذه القبضة الترابيّة مُزِجَت مع ماء فأصبحت طين، ثمّ تُرِكَت خلقناكم من(مدّة، فأصبحت صلصال فخّار، وكلّها ذكرها الله جلّ وعلا في القرآن فذكر في القرآن المراحل الثلاثة(من صلصال كالفخّار(وقال(خلقناكم من طين(وقال(تراب التي مرَّ بها خلق أبينا آدم.
* أين أثبت الله حُسن خلق آدم؟
.(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم(في سورة التين
* سميّت العور(سَوْءَة)لأن العاقل يسوءه أن تظهر عورته للناس.