أحد أصيبوا بمثلي ما أصيب به المسلمون، ولا حجة في قوله: ﴿تَحُسُّونَهُمْ﴾ ؛ لأن ذلك الحس والاستئصال في خصوص الذي قتلوا من المشركين، وهم أقل ممن قتل من المسلمين يوم أحد، كما هو معلوم.
فإن قيل: ما وجه الجمع بين الإفراد في قوله: ﴿قَرْحٌ مِثْلُه﴾ [٣/١٤٠]، وبين التثنية في قوله: ﴿قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا﴾، فالجواب والله تعالى أعلم أن المراد بالتثنية قتل سبعين وأسر سبعين يوم بدر؛ في مقابلة سبعين يوم أحد، كما عليه جمهور العلماء.
والمراد بإفراد المثل: تشبيه القرح بالقرح في مطلق النكاية والألم، والقراءتان السبعيتان في قوله: ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ﴾ [٣/١٤٠]، بفتح القاف وضمها في الحرفين معناهما واحد فهما لغتان كالضعف والضعف.
وقال الفراء: القرح بالفتح الجرح وبالضم ألمه اهـ. ومن إطلاق العرب القرح على الجرح قول متمم بن نويرة التميمي: [الطويل]
قعيدك ألا تسمعيني ملامة | ولا تنكئي قرح الفؤاد فييجعا |
وفي هذه الآيات سر لطيف وعبرة وحكمة، وذلك أن أبانا آدم كان في الجنة يأكل منها رغدا حيث شاء في أتم نعمة وأكمل سرور، وأرغد عيش. كما قال له ربه: ﴿إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى، وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى﴾ [٢٠/١١٨/١١٩]، ولو