بفعله المصدر ألحق في العمل مضافاً أو مجرداً أو مع ال
الوجه الثاني: أن قوله: ﴿شَيْئاً﴾ بدل من قوله: ﴿رِزْقاً﴾، بناء على أن المراد بالرزق هو ما يرزقه الله عباده؛ لا المعنى المصدري.
الوجه الثالث: أن يكون قوله ﴿شَيْئاً﴾ ما ناب عن المطلق من قوله ﴿يَمْلِكُ﴾، أي: لا يملك شيئاً من الملك، بمعنى لا يملك ملكاً قليلاً أن يرزقهم.
قوله تعالى: ﴿فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ﴾، نهى الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة خلقه أن يضربوا له الأمثال؛ أي: يجعلوا له أشباهاً ونظراء من خلقه، سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً!.
وبين هذا المعنى في غير هذا الموضع؛ كقوله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ...﴾ الآية [٤٢/١١]، وقوله: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ﴾ [١١٢/٤]، إلى غير ذلك من الآيات.
قوله تعالى: ﴿وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ﴾ الآية، أظهر الأقوال فيها: أن المعنى أن الله إذا أراد الإتيان بها فهو قادر على أن يأتي بها في أسرع من لمح البصر؛ لأنه يقول للشيء كن فيكون. ويدل لهذا المعنى قوله تعالى: ﴿وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾ [٥٤/٥٠].
وقال بعض العلماء: المعنى هي قريب عنده تعالى كلمح البصر وإن كانت بعيداً عندكم؛ كما قال تعالى: ﴿إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَرَاهُ قَرِيباً﴾ [٧٠/٦، ٧]، وقال: ﴿وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ﴾ [٢٢/٤٧]، واختار أبو حيان في البحر المحيط: أن ﴿أَوْ﴾ في قوله: ﴿أَوْ هُوَ أَقْرَبُ﴾ [١٦/٧٧]، للإبهام على المخاطب، وتبع في ذلك الزجاج، قال: ونظيره: ﴿وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ﴾ [٣٧/١٤٧]، وقوله: ﴿أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً﴾ [١٠/٢٤].
قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾، ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه أخرج بني آدم من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئاً، وجعل لهم الأسماع والأبصار والأفئدة؛ لأجل أن يشكروا له نعمه. وقد قدمنا: أن "لعل" للتعليل. ولم يبين هنا هل شكروا أو لم يشكروا؛ ولكنه بين في مواضع أخر، أن أكثرهم لم يشكروا؛ كما قال تعالى: ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ﴾ [٢/٢٤٣]، وقال: {قُلْ


الصفحة التالية
Icon