والشمسية، كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: ﴿وَازْدَادُواْ تِسْعًا﴾ [١٨/٢٥].
وقال أبو حيان في البحر في قوله: ﴿فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ﴾ [١٨/١١] عبر بالضرب ليدل على قوة المباشرة واللصوق واللزوم، ومنه ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ﴾ [٢/٦١] وضرب الجزية وضرب البعث. وقال الفرزدق:
ضرب عليك العنكبوت بنسجها | وقضى عليك به الكتاب المنزل |
ومن الحوادث لا أبالك أنني | ضربت على الأرض بالأسداد |
إن المروءة والسماحة والندى | في قبة ضربت على ابن الحشرج |
قوله تعالى: ﴿ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً﴾. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أن من حكم بعثه لأصحاب الكهف بعد هذه النومة الطويلة ـ أن يبين للناس أي الحزبين المختلفين في مدة لبثهم أحصى لذلك وأضبط له. ولم يبين هنا شيئاً عن الحزبين المذكورين.
وأكثر المفسرين على أن أحد الحزبين ـ هم أصحاب الكهف. والحزب الثاني ـ هم أهل المدينة الذين بعث الفتية على عهدهم حين كان عندهم التاريخ بأمر الفتية. وقيل: هما حزبان من أهل المدينة المذكورة، كان منهم مؤمنون وكافرون. وقيل: هما حزبان من المؤمنين في زمن أصحاب الكهف. اختلفوا في مدة لبثهم، قاله الفراء: وعن ابن عباس: الملوك الذين تداولوا ملك المدينة حزب، وأصحاب الكهف حزب. إلى غير ذلك من الأقوال.
والذي يدل عليه القرآن: أن الحزبين كليهما من أصحاب الكهف. وخير ما يفسر به القرآن القرآن، وذلك في قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ﴾ [١٨/١٩]. وكأن الذين