﴿وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾ [الأنعام: ٨٢]، أي بشرك، كما فسره به النبي صلى الله عليه وسلم، في الحديث الثابت في صحيح البخاري.
قوله تعالى: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾.
الاستفهام ب ﴿هَلْ﴾ هنا بمعنى النفي، و ﴿يَنْظُرُونَ﴾ بمعنى ينتظرون، أي ما ينتظر الكفار ﴿إِلَّا السَّاعَةَ﴾، أي القيامة ﴿أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً﴾، أي في حال كونها مباغتة لهم، أي مفاجئة لهم، ﴿وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾ أي بمفاجأتها في حال غفلتهم وعدم شعورهم بمجيئها.
والظاهر أن المصدر المنسبك من ﴿أَنْ﴾ وصلتها في قوله: ﴿يَنْظُرُونَ﴾ في محل نصب، على أنه بدل اشتمال من ﴿السَّاعَةَ﴾، وكون ينظرون، بمعنى ينتظرون، معروف في كلام العرب، ومنه قول امرىء القيس:
فإنكما إن تنظراني ساعة | من الدهر تنفعني لدى أم جندب |
فالمراد بالصيحة: القيامة.
وقوله: ﴿وَهُمْ يَخِصِّمُونَ، فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً﴾، يدل على أنها تأتيهم وهم في غفلة، وعدم شعور بإتيانها، إلى غير ذلك من الآيات، والعلم عند الله تعالى.
قوله تعالى: ﴿يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ﴾.
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة بعض صفات الذين ينتفي عنهم الخوف والحزن يوم القيامة، فذكر منها هنا الإيمان بآيات الله والإسلام، وذكر بعضا منها في غير هذا الموضع.