قوله تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾.
قد قدمنا الآيات الموضحة له بكثرة، في سورة بني إسرائيل في الكلام على قوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ [الإسراء: ٩].
قوله تعالى: ﴿وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ﴾.
قرأ هذا الحرف نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو عمرو، والكسائي ﴿وَقِيلَهُ﴾ بفتح اللام وضم الهاء، وقرأه عاصم وحمزة: ﴿وَقِيلِهِ﴾ بكسر اللام والهاء.
قال بعض العلماء إعرابه بأنه عطف محل على ﴿السَّاعَةِ﴾ لأن قوله تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ [الزخرف: ٨٥]، مصدر مضاف إلى مفعوله.
فلفظ ﴿السَّاعَةِ﴾ مجرور لفظا بالإضافة، منصوب محلا بالمفعولية، وما كان كذلك جاز في تابعه النصب نظرا إلى المحل، والخفض نظرا إلى اللفظ، كما قال في الخلاصة:
وجر ما يتبع ما جر ومن | راعى في الاتباع المحل فحسن |
واخفض أو نصب تابع الذي انخفض | كمبتغي جاه ومالا من نهض |
وعليه فالمعنى: ﴿أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ﴾، ﴿وَقِيلِهِ يَا رَبِّ﴾ الآية.
وقال بعضهم: هو منصوب على أنه مفعول مطلق.
أي، وقال: ﴿قِيلِهِ﴾ وهو بمعنى قوله إلا أن القاف لما كسرت، أبدلت الواو ياء لمجانسة الكسرة.
قالوا: ونظير هذا الإعراب قول كعب بن زهير:
تمشي الوشاة جنابيها وقيلهم | إنك يا بن أبي سلمى لمقتول |