قد قدمنا الكلام عليه في سورة فصلت في الكلام على قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ﴾ [فصلت: ٣٠].
قوله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً﴾.
قرأ هذا الحرف، نافع وابن كثير وابن عامر وأبو عمرو: "حُسْنا" بضم الحاء وسكون السين، وكذلك هو في مصاحفهم.
وقرأه عاصم وحمزة والكسائي: ﴿إِحْسَاناً﴾ بهمزة مكسورة وإسكان الحاء وألف بعد السين.
وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذه الآية في سورة بني إسرائيل في الكلام على قوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾ [الإسراء: ٢٣]، وقال أبو حيان في البحر:
قيل ضمن ﴿وَوَصَّيْنَا﴾ معنى ألزمنا فيتعدى لاثنين فانتصب حسنا وإحسانا على المفعول الثاني لوصينا.
وقيل: التقدير إيصاء ذا حسن أو ذا إحسان ويجوز أن يكون حسنا بمعنى إحسان فيكون مفعولا له، أي ووصيناه بها لإحساننا إليهما فيكون الإحسان من الله تعالى.
وقيل: النصب على المصدر على تضمين معنى أحسنا بالوصية للإنسان بوالديه إحسانا اهـ، منه وكلها له وجه.
قوله تعالى: ﴿حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً﴾.
قرأ هذا الحرف نافع وابن كثير وأبو عمرو وهشام عن ابن عامر: "كَرْهاً" بفتح الكاف في الموضعين.
وقرأه عاصم وحمزة والكسائي، وابن ذكوان، عن ابن عامر: ﴿كُرْهاً﴾ بضم الكاف في الموضعين.
وهما لغتان كالضعف والضعف.
ومعنى حملته ﴿كُرْهاً﴾ أنها في حال حملها به تلاقي مشقة شديدة.