فكان بينهما مغايرة في المقدار بخمسين مرة.
وقد بحث الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه هذه المسألة في كتاب دفع إيهام الاضطراب وفي الأضواء في سورة "الحج" عند الكلام على قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ﴾ [٢٢/٤٧].
ومما ينبغي أن يلاحظ أن الأيام مختلفة ففي سأل هو يوم عروج الروح والملائكة.
وفي سورة "السجدة" هو يوم عروج الأمر فلا منافاة.
قوله تعالى ﴿يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ﴾ [المعارج: ٨].
المهل: دريدي الزيت وقيل غير ذلك.
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في سورة "الرحمن" عند الكلام على قوله تعالى ﴿فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ﴾ [٥٥/٣٧]. قوله تعالى ﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ﴾ [المعارج: ٩].
العهن: الصوف وجاء في آية أخرى وصف العهن بالمنفوش في قوله تعالى ﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ﴾ [١٠١/٤-٥]، وجاءت لها عدة حالات أخرى كالكثيب المهيل وكالسحاب.
وقد تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان كل ذلك عند قوله تعالى ﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ﴾ [١٨/٤٧] في سورة "الكهف". قوله تعالى ﴿وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً﴾ [المعارج: ١٠].
الحميم القريب والصديق والولي الموالي كما في قوله تعالى ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [٤١/٣٤].
وفي هذه الآية الكريمة أنه في يوم القيامة لا يسأل حميم حميما مع أنهم يبصرونهم بأبصارهم.
وقد بين تعالى موجب ذلك وهو اشتغال كل إنسان بنفسه كما في قوله تعالى:


الصفحة التالية
Icon