من السلطان.
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه إبداء وجهة نظره فيها في الربا وهل يباع بها الذهب والفضة نسيئة أم لا؟
ومهما يكن من نظريات في ماهيتها فإنها باتفاق الجميع تعتبر مالا وهي داخلة في عموم قوله تعالى ﴿وَفِي أَمْوَالِهِمْ﴾ [٧٠/٢٤]، لأنها أصبحت ثمن المبيعات وعوض السلع.
فعليه تكون الزكاة فيها واجبة والنصاب بالنسبة إليها يعتبر بما يشترى بها من ذهب وفضة في أي عملة كانت هي.
ففي السعودية مثلا ينظر كم يشترى بها عشرون مثقالا ذهبا أو مائتا درهم فضة فيعتبر هذا القدر هو النصاب وفيه الزكاة وهو ربع العشر سواء بسواء.
وهكذا مثل الاسترليني والروبية والدولار لأن كل عملة من ذلك وثيقة ضمان من السلطان الذي أصدرها أي الدولة التي أصدرتها سواء قيل إن الزكاة فيما ضمنته تلك الوثيقة أو فيها بعينها أو في قيمتها كعرض فهي لن تخرج بحال من الأحوال عن دائرة التمول والاستبدال وإن تحصيل الفقير لشيء منها أيا كانت فإنه بها سيحصل على مطلوبه من ماكل وملبس وما يشاء من مصالح وفق ما يحصل عليه بعين الذهب والفضة
وفي هذا رد على من يقول لا زكاة فيها لأنها ليست بنقد ذهب ولا فضة ولا يخفي أن إسقاط الزكاة عنها إسقاط للزكاة من أغلبية العالم إن لم يكن من جميعه.
تنبيه
سبق أن سمعت من الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في موضوع زكاة العروض في قول المالكية:
يشترط أن ينص في يد التاجر المدير ولو درهما أثناء الحول وإلا لما وجبت عليه زكاة في عروض تجارته.
فقال رحمة الله تعالى علينا وعليه لو كان مالك رحمه الله موجودا اليوم لم يقل ذلك لأن العالم اليوم كله لا يكاد يعرف إلا هذه الأوراق وقد لا ينص في يده درهم


الصفحة التالية
Icon