النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [٣٦/٤٠].
ولعل أقرب الأقوال المنقولة في ذلك هو القول بأنه بمعنى نكست أي ردت إلى حيث أتت كما في الحديث فتطلع من مغربها وعليه فتجتمع مع القمر.
﴿وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ﴾ [التكوير: ٢].
قيل ﴿انْكَدَرَتْ﴾ انصبت وقيل تغيرت من الكدرة وكلها متلازمة ولا تعارض.
ويشهد للأول قوله تعالى ﴿وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ﴾ [٨٢/٢].
ويشهد للثاني ﴿فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ﴾ [٧٧/٨]، لأنها إذا تناثرث وذهبت من أماكنها وتغير نظامها فقد ذهب نورها وطمست.
قوله تعالى: ﴿وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ﴾ [التكوير: ٣]
أي ذهب بها من مكانها.
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان حالة الجبال في نهاية الدنيا في عدة مواطن من أهمها عند قوله تعالى في سورة طه ﴿وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً﴾ [٢٠/١٠٥]، وعند قوله تعالى من سورة "الكهف": ﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً﴾ [١٨/٤٧].
﴿وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾ [التكوير: ٩].
الوأد: الثقل كما في قوله تعالى ﴿وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا﴾ [٢/٢٥٥].
والموءودة: المثقلة بالتراب حتى الموت وهي الجارية كانت تدفن حية فكانوا يحفرون لها الحفرة ويلقونها فيها ثم يهيلون عليها التراب.
وقوله تعالى: ﴿بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾ إشعار بأنه لا ذنب لها فتقتل بسببه بل الجرم على قاتلها.
ولكن لعظم الجرم يتوجه السؤال إليها تبكيتا لوائدها.