وقوله: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: ١١] أما المعنى العام فإن القرآن كله والرسالة المحمدية كلها بل وجميع الرسالات إنما جاءت لتقرير هذا المعنى بأن الله سبحانه واحد أحد بل كل ما في الوجود شاهد على ذلك.
كما قيل:
وفي كل شيء له آية... تدل على أنه الواحد
أما نصوص القرآن على ذلك فهي أكثر من أن تحصى لأنها بمعنى لا إله إلا الله.
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه إشارة إلي ذلك في أول الصافات وفي غيرها وفي البقرة ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة: ١٦٣].
وفي التوبة ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ [التوبة: ٣١] فجاء مقرونا بلا إله إلا الله.
وفي ص قوله: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾ [صّ: ٦٥].
وكما قدمنا أن الرسالة كلها جاءت لتقرير هذا المعنى كما في قوله: ﴿هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ [ابراهيم: ٥٢] سبحانه جل جلاله وتقدست أسماؤه وتنزهت صفاته فهو واحد أحد في ذاته وفي أسمائه وفي صفاته وفي أفعاله.
وقد جاء القرآن بتقرير هذا المعنى عقلا كما قرره نقلا وذلك في قوله تعالى: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً﴾ [الاسراء: ٤٢-٤٣].
وقوله: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾ [الانبياء: ٢٢].
فدل على عدم فسادهما بعدم تعددهما وجمع العقل والنقل في قوله: ﴿مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [المؤمنون: ٩١].