قوله تعالى: ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾.
قال بعض المفسرين يفسره ما بعده ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾.
وقال ابن كثير وهذا معنى حسن.
وقال بعض العلماء هو المتناهي في السؤدد وفي الكمال من كل شيء.
وقيل من يصمد الخلائق إليه في حاجاتهم ولا يحتاج هو إلى أحد.
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه معنى ﴿الصَّمَدُ﴾ في سورة الأنعام عند قوله تعالى: ﴿وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ﴾ [الأنعام: ١٤] فذكر شواهد هذه الأقوال كلها.
وبإمعان النظر في مبدأ يفسره ما بعده يتضح أن السورة كلها تفسير لأولها ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ لأن الأحدية هي تفرده سبحانه بصفات الجلال والكمال كلها ولأن المولود ليس بأحد لأنه جزء من والده.
والوالد ليس بأحد لأن جزءا منه في ولده.
وكذلك من يكون له كفء فليس بأحد لوجود الكفء وهكذا السورة كلها لتقرير ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾.
قوله تعالى: ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾.
تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان شواهده عند قوله تعالى: ﴿الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ﴾ [الفرقان: ٢] من سورة الفرقان.
تنبيه
ففي اتخاذ الولد لا يستلزم نفي الولادة لأن اتخاذ الولد قد يكون بدون ولادة كالتبني أو غيره كما في قصة يوسف في قوله تعالى: عن عزيز مصر ﴿أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً﴾ [يوسف: ٢١].
ففي هذه السورة نفي أخص فلزم التنبيه عليه في هذه السورة الكريمة وهي سورة