الإخلاص والتي تعدل ثلث القرآن لاختصاصها بحق الله تعالى في ذاته وصفاته من الوحدانية والصمدية ونفي الولادة والولد ونفي الكفء وكلها صفات انفراد لله سبحانه.
وقد جاء فيها النص الصريح بعدم الولادة وأنه سبحانه وتعالى: ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾ فهي أخص من تلك وهذا من المسلمات عند المسلمين جميعا بدون شك ولا نزاع ولم يؤثر فيها أي خلاف.
ولكن غير المسلمين لم يسلموا بذلك فاليهود قالوا: ﴿عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ﴾ والنصارى قالوا: ﴿الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ﴾ والمشركون قالوا الملائكة بنات الله.
فاتفقوا على ادعاء الولد لله ولم يدع أحد أنه سبحانه مولود.
وقد جاءت النصوص الصريحة في نفي الولد عن الله سبحانه وتعالى إلا أن مجرد النص الذي لم يؤمن به الخصم لا يكفي لإقناعه وفي هذه السورة وهي المختصة بصفات الله لم يأت التنويه فيها عن المانع من اتخاذ الله للولد ومن كونه سبحانه لم يولد.
ولما كان بيان المانع أو الموجب من منهج هذا الكتاب إذا كان يوجد للحكم موجب أو مانع ولم تتقدم الإشارة إلى ذلك فيما تقدم من كلام الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه مع أنه رحمه الله قد تكلم على آيات الأسماء والصفات جملة وتفصيلا بما يكفي ويشفي.
ولكن جاء في القرآن الكريم ذكر ادعاء الولد لله سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا.
وجاء الرد من الله تعالى مع بيان المانع مفصلا مع الإشعار بالدليل العقلي ولذا لزم التنويه عليه وذلك في قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [البقرة: ١١٦-١١٧].
فهذا نص صريح فيما قالوه: ﴿اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً﴾.


الصفحة التالية
Icon