قوله تعالى: ﴿وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً﴾ الدين: الطاعة والإخلاص. و"واصبا" معناه دائما؛ قال الفراء، حكاه الجوهري. وصب الشيء يصب وصوبا، أي دام. ووصب الرجل على الأمر إذا واظب عليه. والمعنى: طاعة الله واجبة أبدا. وممن قال واصبا دائما: الحسن ومجاهد وقتادة والضحاك. ومنه قوله تعالى: ﴿ولهم عذاب واصب﴾ [الصافات: ٩] أي دائم. وقال الدولي:

لا أبتغي الحمد القليل بقاؤه بدم يكون الدهر أجمع واصبا
أنشد الغزنوي والثعلبي وغيرهما:
ما أبتغي الحمد القليل بقاؤه يوما بذم الدهر أجمع واصبا
وقيل: الوصب التعب والإعياء؛ أي تجب طاعة الله وإن تعب العبد فيها. ومنه قول الشاعر:
لا يمسك الساق من أين ولا وصب ولا يعض على شرسوفه الصفر
وقال ابن عباس: "واصبا" واجبا. الفراء والكلبي: خالصا. ﴿أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ﴾ أي لا ينبغي أن تتقوا غير الله. "فغير" نصب بـ "تتقون".
الآية: ٥٣ ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ﴾
الآية: ٥٤ ﴿ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ﴾
الآية: ٥٥ ﴿لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾
قوله تعالى: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ قال الفراء. "ما" بمعنى الجزاء. والباء في "بكم" متعلقة بفعل مضمر، تقديره: وما يكن بكم. ﴿مِنْ نِعْمَةٍ﴾ أي صحة جسم وسعة رزق وولد ﴿فَمِنَ اللَّهِ﴾. وقيل: المعنى وما بكم من نعمة فمن الله هي. ﴿ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ﴾


الصفحة التالية
Icon