من الكواكب الثوابت. يدل على ذلك رؤية حركاتها، والثابتة تجري ولا ترى حركاتها لبعدها. وقد مضى هذا. وجمع شهاب شهب، والقياس في القليل أشهبة وإن لم يُسمع من العرب و ﴿ثاقب﴾ معناه مضيء؛ قاله الحسن ومجاهد وأبو مجلز. ومته قوله:
وزندك أثقب أزنادها
أي أضوأ. وحكى الأخفش في الجمع: شُهُبٌ ثُقُبٌ وثواقب وثقاب. وحكى الكسائي: ثقبت النار تثقب ثقابةً وثقوبا إذا اتقدت، وأثقبتها أنا. وقال زيد بن أسلم في الثاقب: إنه المستوقد؛ من قولهم: أثقب زندك أي استوقد نارك؛ قال الأخفش. وأنشد قول الشاعر:
بينما المرء شهاب ثاقب | ضرب الدهر سناه فخمد |
قوله تعالى: ﴿فَاسْتَفْتِهِمْ ﴾ أي سلهم يعني أهل مكة؛ مأخوذ من استفتاء المفتي. ﴿أهم أشد خلقا أم من خلقنا﴾ قال مجاهد: أي من خلقنا من السموات والأرض والجبال والبحار. وقيل: يدخل فيه الملائكة ومن سلف من الأمم الماضية. يدل على ذلك أنه أخبر عنهم ﴿بمن﴾ قال سعيد بن جبير: الملائكة. وقال غيره: ﴿من﴾ الأمم الماضية وقد هلكوا وهم أشد خلقا منهم. نزلت في أبي الأشد بن كلدة، وسمى بأبى الأشد لشدة بطشه وقوته. وسيأتي في "البلد" ذكره. ونظير هذه: ﴿لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ ﴾ غافر: ٥٧] وقوله: ﴿أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ ﴾ [النازعات: ٢٧]. ﴿إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ ﴾ أي لاصق؛ قال ابن عباس. ومنه قول علي رضي الله عنه:
تعلم فإن الله زادك بسطة | وأخلاق خير كلها لك لازب |