وقال آخر:

بينما نحن بالبلاكث فالقا ع سراعا والعيس تهوي هويا
خطرت خطرة على القلب من ذكـ ـراك وهنا فما استطعت مضيا
الأصمعي: هوى بالفتح يهوي هويا أي سقط إلى أسفل. قال: وكذلك آنهوى في السير إذا مضى فيه، وهوى وانهوى فيه لغتان بمعنى، وقد جمعهما الشاعر في قوله:
وكم منزل لولاي طحت كما هوى بأجرمه من قلة النيق منهوي
وقال في الحب: هوي بالكسر يهوى هوى؛ أي أحب.
قوله تعالى: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴾ هذا جواب القسم؛ أي ما ضل محمد ﷺ عن الحق وما حاد عنه. ﴿وَمَا غَوَى﴾ الغي ضد الرشد أي ما صار غاويا. وقيل: أي ما تكلم بالباطل. وقيل: أي ما خاب مما طلب والغي الخيبة؛ قال الشاعر:
فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره ومن يغو لا يعدم على الغي لائما
أي من خاب في طلبه لامه الناس. ثم يجوز أن يكون هذا إخبارا عما بعد الوحي. ويجوز أن يكون إخبارا عن أحواله على التعميم؛ أي كان أبدا موحدا لله. وهو الصحيح على ما بيناه في "الشورى" عند قوله: " ﴿ مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ﴾ [الشورى: ٥٢].
قوله تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى﴾
فيه مسألتان:
الأولى: قوله تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى﴾ قال قتادة: وما ينطق بالقرآن عن هواه ﴿إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى﴾ إليه. وقيل: ﴿عَنِ الْهَوَى﴾ أي بالهوى؛ قاله أبو عبيدة؛


الصفحة التالية
Icon