من كل جانب. والطحو: البسط؛ طحا يطحو طحوا، وطحى يطحي طحيا، وطحيت: اضطجعت؛ عن أبي عمرو. وعن ابن عباس: طحاها: قسمها. وقيل: خلقها؛ قال الشاعر:
وما تدري جذيمة من طحاها | ولا من ساكن العرش الرفيع |
طحا بك قلب في الحسان طروب | بعيد الشباب عصر حان مشيب |
قيل: المعنى وتسويتها. ﴿فما﴾: بمعنى المصدر. وقيل: المعنى ومن سواها، وهو الله عز وجل. وفي النفس قولان: أحدهما آدم. الثاني: كل نفس منفوسة. وسوى: بمعنى هيأ. وقال مجاهد: سواها: سوى خلقها وعدل. وهذه الأسماء كلها مجرورة على القسم. أقسم جل ثناؤه بخلقه لما فيه من عجائب الصنعة الدالة عليه.
٨- ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾
قوله تعالى: ﴿فَأَلْهَمَهَا﴾ أي عرفها؛ كذا روى ابن أبي نجيح عن مجاهد. أي عرفها طريق الفجور والتقوى؛ وقال ابن عباس. وعن مجاهد أيضا: عرفها الطاعة والمعصية. وعن محمد بن كعب قال: إذا أراد الله عز وجل بعبده خيرا، ألهمه الخير فعمل به، وإذا أراد به السوء، ألهمه الشر فعمل به. وقال الفراء: "فألهمها" قال: عرفها طريق الخير وطريق الشر؛ كما قال: ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾. وروى الضحاك عن ابن عباس قال: ألهم المؤمن المتقي تقواه، وألهم الفاجر فجوره. وعن سعيد عن قتادة قال: بين لها فجورها وتقواها. والمعنى