صفحة رقم ١٠٥
أحدها : أنه العيش الهني، وهذا قول ابن عباس وابن مسعود، ومنه قول امرئ القيس :
بَيْنَمَا الْمَرْءُ تَرَاهُ نَاعِماً
يَأْمِنُ الأحْدَاثَ في عَيْشٍ رَغَدْ
والثاني : أنه العيش الواسع، وهذا قول أبي عبيدة.
والثالث : أنه أراد الحلال الذي لا حساب فيه، وهو قول مجاهد.
قوله عز وجل :) وَلاَ تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ (.
اختلف أهل التفسير في الشجرة التي نُهِيا عنها، على أربعةِ أقاويل :
أحدها : أنها البُرُّ، وهذا قول ابن عباس.
والثاني : أنها الكَرْمُ، وهذا قول السُّدِّيِّ، وجعدة بن هبيرة.
والثالث : أنها التِّين، وهذا قول ابن جريجٍ، ويحكيه عن بعض الصحابة.
والرابع : أنها شجرة الخلد التي تأكل منها الملائكة.
وفي قوله تعالى :) فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ ( قولان :
أحدهما : من المعتدين في أكل ما لم يُبَحْ لكما.
والثاني : من الظالمين لأنفسكما في أكلكما.
واختلفُوا في معصية آدم بأكله من الشجرة، على أي وجهٍ وقعت منه، على أربعة أقاويل :
أحدها : أنه أكل منها وهو ناسٍ للنهي لقولِهِ تعالى :) ولقد عَهِدْنَا إلى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ ( " [ طه : ١١٥ ] وزعم صاحب هذا القول، أن الأنبياء يلزمهم التحفظ والتيقُّظُ لكثرة معارفهم وعُلُوِّ منازلهم ما لا يلزم غيرهم، فيكون تشاغله عن تذكُّر النهي تضييعاً صار به عاصياً.


الصفحة التالية
Icon