صفحة رقم ١٥٧
( البقرة :( ٨٨ ) وقالوا قلوبنا غلف.....
" وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون " ( قوله تعالى :) وَقَالُواْ : قُلُوبُنَا غُلْفٌ ( فيه تأويلات :
أحدهما : يعني في أَغْطِيَةٍ وَأَكِنَّةٍ لا تفقه، وهذا قول ابن عباس، ومجاهد وقتادة، والسدي.
والثاني : يعني أوعية للعلم، وهذا قول عطية، ورواية الضحاك عن ابن عباس.
) بَّل لَّعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ ( وَاللَّعن : الطرد والإبعاد، ومنه قول الشماخ :
ذعرتُ به القطا ونفيتُ عنه
مقام الذئب كالرجل اللعين
ووجه الكلام : مقام الذئب اللعين كالرجل.
في قوله تعالى :) فَقَليلاً مَّا يُؤْمنُونَ ( تأويلان :
أحدهما : معناه فقليل منهم من يؤمن، وهذا قول قتادة، لأن مَن آمن من أهل الشرك أكثر ممن آمن مِنْ أهل الكتاب.
والثاني : معناه فلا يؤمنون إلا بقليل مما في أيديهم، وهو مروي عن قتادة. ومعنى ) مَا ( هنا الصلة للتوكيد كما قال مهلهل :
لو بأبانين جاء يخطبها
خُضَّب ما أنف خاضب بدم
( البقرة :( ٨٩ ) ولما جاءهم كتاب.....
" ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين " ( قوله تعالى :) وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللهِ ( يعني القرآن ) مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ ( فيه تأويلان :


الصفحة التالية
Icon