صفحة رقم ٦٨
أحدها : أنهم الذين اتقوا ما حرم الله عليهم وأدَّوا ما افترض عليهم، وهذا قول الحسن البصري.
والثاني : أنهم الذين يحذرون من الله تعالى عقوبته ويرجون رحمته وهذا قول ابن عباس.
والثالث : أنهم الذين اتقوا الشرك وبرئوا من النفاق وهذا فاسد، لأنه قد يكون كذلك، وهو فاسق وإنما خص به المتقين، وإن كان هدىً لجميع الناس، لأنهم آمنوا وصدقوا بما فيه.
( البقرة :( ٣ ) الذين يؤمنون بالغيب.....
" الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون " ( ) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالغَيْبَ (
قوله تعالى :) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبَ ( فيه تأويلان :
أحدهما : يصدقون بالغيب، وهذا قول ابن عباس.
والثاني : يخشون بالغيب، وهذا قول الربيع بن أنس ( ١٠٠ ).
وفي الأصل الإيمان ( ١٠١ ) ثلاثة أقوال :
أحدها : أن أصله التصديق، ومنه قوله تعالى :) وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا ( أي بمصدِّق لنا.
والثاني : أن أصله الأمان فالمؤمن يؤمن نفسه من عذاب الله، والله المؤمِنُ لأوليائه من عقابه.