صفحة رقم ٧١
أحدهما : يعني الدار الآخرة.
والثاني : يعني النشأة الآخرة وفي تسميتها بالدار الآخرة قولان :
أحدهما : لتأخرها عن الدار الأولى.
والثاني : لتأخرها عن الخلق، كما سميت الدنيا لدنِّوها من الخلق.
وقوله :) يُوقِنُونَ ( أي يعلمون، فسمي العلم يقيناً لوقوعه عن دليل صار به يقيناً.
( البقرة :( ٥ ) أولئك على هدى.....
" أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون " ( وقوله تعالى :) أُولئِكَ على هُدىً مِنْ رَبِّهُمْ ( يعني بيان ورشد.
) وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : أنهم الفائزون السعداء، ومنه قول لبيد :
لَوْ أَنَّ حَيّاً مُدْرِكُ الْفَلاَحِ
أَدْرَكَهُ مُلاَعِبُ الرِّمَاحِ
والثاني : المقطوع لهم بالخير، لأن الفلح في كلامهم القطع، وكذلك قيل للأكار فلاح، لأنه يشق الأرض، وقد قال الشاعر :
لَقَدْ عَلِمتَ يا ابنَ أُمِّ صحصحْ
أن الحديدَ بالحديدِ يُفلحْ
واختلف فيمن أُرِيدَ بهم، على ثلاثة أوجه :
أحدها : المؤمنون بالغيب من العرب، والمؤمنون بما أنزل على محمد، وعلى من قبله من سائر الأنبياء من غير العرب.
والثاني : هم مؤمنو العرب وحدهم.
والثالث : جميع المؤمنين.
( البقرة :( ٦ ) إن الذين كفروا.....
" إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون " ( قوله تعالى :) إِنَّ الَّذِينَ كَفَروا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ( وأصل الكفر عند العرب التغطية، ومنه قوله تعالى :) أَعْجَبَ الكُفَّار نَبَاتُهُ ( يعني الزُّرَّاع لتغطيتهم البذر في الأرض، قال لبيد :