صفحة رقم ١٠٨
والرابع : معناه أن تكذيبهم لقولك ليس بتكذيب لك، لأنك رسول مُبَلّغ، وإنما هو تكذيب لآياتي الدالة على صدقك والموجبة لقبول قولك، وقد بين ذلك بقوله تعالى :) وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بئَأَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ( أي يكذبون.
وقرأ نافع والكسائي :) لاَ يُكَذِّبُونَكَ ( وهي قراءة عن النبي ( ﷺ ) وتأويلها : لا يجدونك كاذباً.
قوله عز وجل :)... وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ( يحتمل أربعة تأويلات :
أحدها : معناه لا مُبطِل لحُجَّتِهِ ولا دافع لبرهانه.
والثاني : معناه لا رَادَّ لأمره فيما قضاه من نصر أوليائه، وأوجبه من هلاك أعدائه.
والثالث : معناه لا تكذيب لخبره فيما حكاه من نصر مَنْ نُصِرَ وهلاك مَنْ أُهْلِكَ.
والرابع : معناه لا يشتبه ما تخرّصه الكاذبون عليه بما بلَّغه الأنبياء عنه.
) وَلَقْدْ جَآءَكَ مِن نَّبَإِىْ الْمُرْسَلِينَ ( فيما صبروا عليه من الأذى، وقُوبلوا عليه من النصر.
قوله عز وجل :) وَإِن كَانَ كَبُرَ إِعْرَاضُهُمْ ( فيه قولان :
أحدهما :[ إعراضهم ] عن سماع القرآن.
والثاني : عن استماعك.
) فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الأَرْضِ ( أي سرباً، وهو المسلك فيها، مأخوذ من نافقاء اليربوع.
) أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَآءِ ( فيه ثلاثة أقاويل :


الصفحة التالية
Icon