صفحة رقم ١١٨
والرابع : أنه عبادة الله، قاله الضحاك.
ومعنى قوله :) يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ( فيه قولان :
أحدهما : يريدون بدعائهم، لأن العرب تذكر وجه الشيء إرادة له مثل قولهم : هذا وجه الصواب تفخيماً للأمر وتعظيماً.
والثاني : معناه يريدون طاعته لقصدهم الوجه الذي وجَّهَهُم إليه.
) مَا عَلَيكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ ( فيه ثلاث أقوال :
أحدها : يعني ما عليك من حساب عملهم من شيء من ثواب أو عقاب.
) وَمَا مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ ( يعني وما من حساب عملك عليهم من شيء، لأن كل أحد مؤاخذ بحساب عمله دون غير، قاله الحسن.
والثاني : معناه ما عليك من حساب رزقهم وفقرهم من شيء.
والثالث : ما عليك كفايتهم ولا عليهم كفايتك، والحساب الكفاية كقوله تعالى :) عَطَاءً حِسَاباً ( " [ النبأ : ٣٦ ] أي تاماً كافياً، قاله ابن بحر.
قوله عز وجل :) وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ ( يعني لاختلافهم في الأرزاق، والأخلاق، والأحوال.
وفي إفتان الله تعالى لهم قولان :
أحدهما : أنه ابتلاؤهم واختبارهم ليختبر به شكر الأغنياء وصبر الفقراء، قاله الحسن، وقتادة.
والثاني : تكليف ما يشق على النفس مع قدرتها عليه.
) لَّيَقُولُواْ أَهَؤُلآءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا ( وهذا قول الملأ من قريش