صفحة رقم ١٧٠
والثاني : وكذلك نجعل بعضهم لبعض ولياً على الكفر.
والثالث : وكذلك نولِّي بعضهم عذاب بعض في النار.
والرابع معناه أن بعضهم يتبع بعضاً في النار من الموالاة وهي المتابعة، قاله قتادة.
والخامس : تسليط بعضهم على بعض بالظلم والتعدي، قاله ابن زيد.
( الأنعام :( ١٣٠ ) يا معشر الجن.....
" يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين " ( قوله عز وجل :) يَا مَعشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ ( المعشر : الجماعة التامة من القوم التي تشتمل على أصناف الطوائف، ومنه قيل للعَشَرَة لأنها تمام العِقْد.
) أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلُ مِنْكُمْ يَقُصُّون عَلَيْكُمْ ءَايَاتِي ( اختلفوا في الرسالة إلى الجن على ثلاثة أقاويل.
أحدها : ان الله بعث إلى الجن رسلاً منهم، كما بعث إلى الإنس رسلاً منهم، قاله الضحاك وهو ظاهر الكلام.
والثاني : أن الله لم يبعث إليهم رسلاً منهم، وإنما جاءتهم رسل الإنس، قاله ابن جريج، والفراء، والزجاج، ولا يكون الجمع في قوله :) أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنُكُمْ ( مانعاً من أن يكون الرسل من أحد الفريقين، كقوله تعالى :) يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ( " [ الرحمن : ٢٢ ] وإنما هو خارج من أحدهما.
والثالث : أن رسل الجن هم الذين لمَّا سمعوا القرآن ) وَلَّواْ إِلَى قَومِهِم مُّنذِرِينَ ( " [ الأحقاف : ٢٩ ]، قاله ابن عباس.
وفي دخولهم الجنة قولان :
أحدهما : قاله الضحاك.