صفحة رقم ٢١٣
قال الشاعر :
وما مزاحك بعد الحلم والدين
وقد علاك مشيب حين لا حين
أي وقت لا وقت.
( الأعراف :( ٢٦ ) يا بني آدم.....
" يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون " ( قوله عز وجل :) يَا بَنِيَ ءَادَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوُءَاتِكُمْ ( نزلت هذه الآية في قوم من العرب كانوا يطوفون بالبيت عراة ويرون أن ذلك أبلغ في الطاعة وأعظم في القربة.
وفي دخول الشبهة عليهم في ذلك وجهان :
أحدهما : أن الثياب قد دنستها المعاصي فخرجوا عنها.
والثاني : تفاؤلاً بالتعري من الذنوب فقال الله تعالى :
) قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً ( أي ما تلبسون من الثياب.
فإن قيل : فليس ذلك بمنزل من السماء.
فعنه جوابان :
أحدهما : أنه لما كان ينبت من المطر الذي نزل من السماء صار كالمنزل من السماء، قاله الحسن.
والثاني : أن هذا من بركات الله، والبركة تنسب إلى أنها تنزل من السماء، كما قال تعالى :) وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ ( " [ الحديد : ٢٥ ].
ثم قال :) يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ ( أي يستر عوراتكم، وسميت العورة سوأة لأنه يسوء صاحبها انكشافها.
ثم قال :) وَرِيشاً ( وهذه قراءة أهل الأمصار وكان الحسن يقرأ :) وَرِيَاشاً ( وفيه أربعة تأويلات :