صفحة رقم ٢٣٦
أي مكنت من الكرم في صميم النسب.
) تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً ( والقصور ما شيد وعلا من المنازل اتخذوها في سهول الأرض ليصيِّفوا فيها.
) وَتَنْحِتَونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً ( لتكون مساكنهم في الشتاء لأنها أحصن وأبقى وأدفأ فكانوا طوال الآمال طوال الأعمار.
) فَاْذْكُرُوا ءَالآءَ اللَّهِ ( فيه ما قدمنا، أي نعمه أو عهوده.
) ولا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفسِدِينَ ( فيه وجهان :
أحدهما : لا تعملوا فيها بالمعاصي.
والثاني : لا تدعوا إلى عبادة غير الله.
وفي العبث وجهان :
أحدهما : أنه السعي في الباطل.
والثاني : أنه الفعل المؤدي لضير فاعله.
قوله عز وجل :) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ ( فيها ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنها حركة الأرض تضطرب من تحتهم.
والثاني : أنها الصيحة، قاله مجاهد، والسدي.
والثالث : أنها زلزلة أهلكوا بها، قاله ابن عباس.
) فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِم جَاثِمِينَ ( قال محمد بن مروان السدي : كل ما في القرآن من ) دَارِهِمْ ( فالمراد به مدينتهم، وكل ما فيه من ) دِيَارِهِم ( فالمراد به مساكنهم، وفي الجاثم قولان :
أحدهما : أنه البارك على ركبتيه لأنهم أصبحوا موتى على هذه الحال.
والثاني : معناه أنهم أصبحوا كالرماد الجاثم لأن الصاعقة أحرقتهم.
وقيل : إنه كان بعد العصر.
) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ ( أي خرج من بين أظهرهم، وقيل إن صالحاً خرج عنهم إلى رملة فلسطين بمن آمن معه من قومه وهم مائة وعشرة، وقيل إنه لم تهلك أمة ونبيها بين أظهرها.