صفحة رقم ٢٣٩
) وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِهِ ( ويحتمل وجهين :
أحدهما : تصدون المؤمنين عن طاعة الله وعبادته.
والثاني : تصدون من أراد الإيمان بإغوائه ومخادعته.
) وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً ( قال قتادة : يعني تبغون السبيل عوجاً عن الحق.
والفرق بين العوج بالكسر وبالفتح أن العوج بكسر العين ما كان في الدين، ولا يُرَى، والعوج بفتح العين ما كان في العود، وما يرى.
) وَاذْكُرواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ ( حكى الزجاج فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : كثر عددكم بعد القلة قال ابن عباس : وذلك أن مدين بن إبراهيم تزوج زينا بنت لوط وولد آل مدين منها.
والثاني : كثركم بالغنى بعد الفقر.
والثالث : كثركم بالقوة بعد الضعف.
وذكر بعض المفسرين وجهاً رابعاً : أنه كثرهم بطول الأعمار بعد قصرها من قبل.
( الأعراف :( ٨٨ - ٨٩ ) قال الملأ الذين.....
" قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين " ( قوله عز وجل :) قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إنْ عُدنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إذْ نَجّانَا اللَّهُ مِنْهَا ( والفرق بين الملة والدين أن الملة ما شرعه الله، والدين ما اعتقده الناس تقرباً إلى الله، فصار كل دين ملة وليس كل ملة ديناً.
فإن قيل : فالعود إلى الشيء الرجوع إليه بعد الخروج منه فهل كان شعيب على ملة قومه من الكفر حتى يقول :) إنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم (.
في الجواب عنه ثلاثة أوجه :


الصفحة التالية
Icon