صفحة رقم ٢٤٩
أحدهما : أن نفتش أرحامهن فننظر ما فيهن من الولد، مأخوذ من الحياء وهو اسم من أسماء الفرج، حكاه ابن بحر.
والثاني : الأظهر أن معناه : نستبقيهن أحياء لضعفهن عن المنازعة وعجزهن عن المحاربة.
قوله عز وجل :) قَالَ مُوسَى لِقَومِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُواْ ( يحتمل وجهين :
أحدهما : أنه أمرهم بذلك تسلية لهم من وعيد فرعون كما يقول من نالته شدة : استعنت بالله.
والثاني : أنه موعد منه بأن الله سيعينهم على فرعون إن استعانوا به.
ثم قال :) وَاصْبِرُواْ ( يحتمل وجهين :
أحدهما : واصبروا على ما أنتم فيه من الشدة طمعاً في ثواب الله. والثاني : أنه أمرهم بالصبر انتظاراً لنصر الله.
) إنَّ الأَرْضِ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ( فيه وجهان :
أحدهما : أنه قال ذلك تسلية لقومه في أن الدنيا لا تبقي على أحد فتبقي على فرعون لأنها تنتقل من قوم إلى قوم.
والثاني : أنه أشعرهم بذلك أن الله يورثهم أرض فرعون.
) وَالْعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ ( يحتمل وجهين :
أحدهما : يريد في الآخرة بالثواب.
والثاني : في الدنيا بالنصر.
قوله عز وجل :) قالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ( فيه أربعة أقاويل :
أحدها : أن الأذى من قبل ومن بعد أخذ الجزية. قاله الحسن.
والثاني : أن الأذى من قبل : تسخيرهم بني إسرائيل في أعمالهم لنصف النهار وإرسالهم في بقيته ليكسبوا لأنفسهم. والأذى من بعد : تسخيرهم في جميع النهار بلا طعام ولا شراب، قاله جويبر.
والثالث : أن الأذى الذي كان من قبل : الاستعباد وقتل الأبناء، والذي كان من بَعد : الوعيد بتجديد ذلك عليهم، حكاه ابن عيسى.