صفحة رقم ٢٦٣
والخامس : النادم، قاله ابن قتيبة.
وفي غضبه وأسفه قولان :
أحدهما : غضبان من قومه على عبادة العجل ؟ أسفاً على ما فاته من مناجاة ربه.
والثاني : غضبان على نفسه في ترك قومه حتى ضلوا، أسفاً على ما رأى في قومه من ارتكاب المعاصي.
وقال بعض المتصوفة إن غضبه للرجوع عن مناجاة الحق إلى مخاطبة الخلق.
) قَالَ بِئْسَ مَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدي ( يعني بعباة العجل.
) أَعَجِلْتُم أَمْرَ رَبِّكُمْ ( فيه قولان :
أحدهما : يعني وعد ربكم الذي وعدني به من الأربعين ليلة، وذلك أنه قَدَّروا أنه قد مات لمَّا لم يأت على رأس الثلاثين ليلة، قاله الحسن، والسدي.
والثاني : وعد ربكم بالثواب على عبادته حتى عدلتم إلى عبادة غيره، قاله بعض المتأخرين. والفرق بين العجلة والسرعة أن العجلة : التقدم بالشيء قبل وقته، والسرعة : عمله في أقل أوقاته.
) وَأَلْقَى الألْوَاحَ ( وفي سبب إلقائها قولان :
أحدهما : غضباً حين رأى عبادة العجل، قاله ابن عباس.
والثاني : أنه ألقاها لما رأى فيها فضائل غير قومه من أمة محمد ( ﷺ ) أنهم خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله، قال : رب فاجعلهم أمتي قال : تلك أمة أحمد، فاشتد عليه فألقاها، قاله قتادة.
وكانت التوراة سبعة أسباع فلما ألقى موسى الألواح فتكسرت رفع منها ستة أسباعها وكان فيما رفع تفصيل كل شيء الذي قال الله ) وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الألْوَاحِ من كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْضِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ ( وبقي الهدى والرحمة في السبع الباقي، وهو الذي قاله الله :) أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفي نُسْخَتِهَا هُدىً وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبّهِمْ يَرْهَبُونَ (.